شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
تعريف العبد بما خلق له وما فرض عليه
اعلـم بأن اللـه جــل وعـــلا | لم يترك الخلـق سـدى وهـمــلا |
بل خلـق الخـلـق ليعـبـــدوه | وبالإلهيــة يــفـــــــردوه |
أخرج فيما قد مضـى مـن ظهــر | آدم اسم> ذريتـــه كالــــــــذر |
وأخذ العهــد عليهــم أنــــه | لا رب معبـود بحــق غــــيره |
وبعد هذا رسـلـه قــد أرســلا | لهم وبالحـق الكتـــاب أنـــزلا |
لكي بـذا العهـــد يذكــروهـم | وينـذروهـم ويبـشـــروهــم |
كي لا يكون حجــة للنــاس بـل | لله أعلى حجــة عــز وجـــل |
فمن يصدقهــم بــلا شـقــاق | فقد وفــى بــذلك الميثــــاق |
وذاك ناج مـن عــذاب النـــار | وذلك الوارث عقبـــى الــــدار |
ومن بهـم وبالكتــاب كـذبـــا | ولازم الإعراض عنــه والإبـــا |
فذاك ناقــض كــلا العهــدين | مستوجب للخزي فــي الـداريــن |
هذه مقدمة وذكر فيها العهد الذي أخذه الله تعالى على الخلق وهم في أصلاب آبائهم، وذكر فيها الحكمة في خلق الجن والإنس:
اعلم بأن اللــه جــل وعـــلا | لم يترك الخلق ســدى وهـمــلا |
بل خلـق الخــلـق ليعبـــدوه | وبالإلهيـــة يـفـــــــردوه |
والعبادة في الأصل هي: التذلل الذل والخضوع، ويسمون المماليك عبيدا؛ لأن المملوك مذلل لسيده، والخلق كلهم عبيد الله لأنهم ذليلون لعظمته، والعبادة هي: التذلل لله سبحانه، والخضوع له، والاستكانة بين يديه، ويعرفها شيخ الإسلام بأنها: غاية الحب مع غاية الذل، غاية الذل يعني التذلل، ولا بد أن يكون معه محبة، يتذللون لربهم ويحبونه.
ونظم ذلك ابن القيم اسم> في النونية:
وعبادة الرحمن غايــة حبـــه | مع ذل عابـده هـمـا قـطبــان |
وعليهما فلَكُ العبـــادة دائـــر | ما دار حتى قـامـت القطبـــان |
ومداره بالأمـر أمـر رسولـــه | لا بالهوى والنفـس والشيطـــان |
مسألة>